الوصف التشريحي للعين
العين هى العضو المسئول عن الإبصار وهى تشبه الكاميرا
وتتكون من ثلاث طبقات
طبقة خارجية واقية تتكون من جزء امامى شفاف يسمح بمرور الضوء يسمى القرنية وجزء خلفى معتم يسمى الصلبة
والطبقة المتوسطه هى الطبقة المغذية للعين وتتكون من القزحية والجسم الهدبى والمشيمه التى تغذى الطبقة الثالثة الداخلية والتى تنقل الأشعة الضوئية إلى المخ بعد ان تقع الصورة على الشبكية بالضبط عن طريق عدسة العين.
عدسة العين هى العضو المسئول عن تركيز الأشعه القادمه من الجسم للتركيز على نقطه على الشبكيه وهى شفافه وإذا حدثت بها عتامه يطلق عليها لفظ المياه البيضاء او الكتاركتا وتحتاج لعملية جراحية لإزالتها وزرع عدسه أخرى صناعية مكانها.
بدأ زراعة العدسات سير هارولد ريدلى سنة 1958 بعد إكتشافه لها مصادفة عندما إستُدعى لعلاج أحد الطياري
ن الذى أصيب فى عينه منذ فترة فى الحرب العالمية الأولى ودخل زجاج الطائرة واستقر فى عدسة عينه لسنوات طويله ففكر فى ان هذا الزجاج مادة خامله ولا تؤثر على العين ومن هنا جاءت فكرة زرع العدسات داخل العين بدلاً من عملية ازالة المياه البيضاء أو عدسة العين بدون استبدالها بعدسة أخرى.
وكانت العمليات الجراحية تتم قبل زراعة العدسات بإزالة الطبيب للعدسه المعتمه بدون استبدالها بعدسة أخرى، فكان المريض الطبيعى الذى يرى جيداً فى الصغر عندما يصاب بالمياه البيضاء سواء مع السن أو نتيجة الإصابات أو الامراض العامه مثل السكر أو الغدة الدرقية أو الامراض الموضعية التى تسبب المياه البيضاء مثل الالتهابات القزحية المزمنة ، كان الطبيب يزيل عدسة العين المعتمه بدون استبدالها بعدسه أخرى فكان المريض يرى متراً واحداً بدون نظارة ويحتاج للبس نظارة ثقيله جداً لكى يرى جيداً.
أنواع العدسات
بدأت زراعة العدسات بإستخدام عدسات من الزجاج النقى ولكن تبين أنها ثقيله جداً وتؤدى إلى مضاعفات داخل العين فاستبدلت بعدسه تصنع من مادة البلاستيك PMMA(بوليميثيل ميتا اكريلات) وما زالت منذ خمسة عقود أو أكثر تزرع العدسات المكونه من مادة البوليميثيل ميتا اكريلات وحتى الآن ومع تطور العمليات الجراحية للمياه البيضاء تطورت العدسات التى تزرع داخل العين.
فى بداية هذه العمليات كانت عدسة العين التى تشبه (حبة الترمس) تزال كلها بغلافها الخارجى فكانت العدسات تزرع امام القزحية ويطلق عليها لفظ عدسات تزرع فى الخزانه الأمامية، ثم تطورت هذه العدسات وفى بداية السبعينات من القرن الماضى كانت هذه العدسات تزرع وتُثبت فى القزحية ثم تطورت العمليات الجراحية وأصبح الجراح يُحدث شقاً فى الغلاف الخارجى الأمامى من عدسة العين ويستخرج النواة كامله وأطلق على هذه العمليات: عملية المياه البيضاء خارج المحفظه وتحولت العدسات لتزرع داخل المحفظه وبدأت العدسات تزرع داخل المحفظه فى أواخر السبعينات وحتى يومنا هذا مع اختلاف العمليات الجراحية وتطورها.
ثم بدأ الجراحون يحاولون تصغير الجرح الذى يمكن استخراج نواة العدسه منه عن طريق اختراع تفتيت المياه
البيضاء بالموجات فوق الصوتيه سنة 1967 بواسطة د/ شارلز كلمان فى الولايات المتحدة ومع تطور العمليات الجراحية واستخراج العدسه من فتحه صغيرة فى القرنيه لا يتعدى طولها ثلاثة ملليمترات تطورت العدسات التى تزرع داخل العين وأصبحت عدسات لينه وهى أكثر أنواع العدسات استخداماً حتى الآن وتتكون من نوعين من المواد إما السليكون وهذه العدسات أثبتت كفاءتها ولكن لا يمكن زرعها فى مرضى السكر.
العدسات الحديثة
ثم ظهرت العدسات اللينه المصنوعه من مادة الأكريلك وكل العدسات التى تزرع داخل العين مكونه من جزئين وهو الجزء البصرى وهو جزء مركزى يشبه نواة العدسه الأصليه قطره يتراوح ( Optic جزء يسمى (
بين 11 مللم، 12 مللم، والجزء الأخر من العدسه ويسمى المثبت (haptic) وهذا المثبت يشبه خطاف السنارة ومصنوع من نفس مادة الجزء البصرى ويطلق على هذه العدسات:العدسات ذات القطعه الواحده و يُصنع الجزء المثبت من مادة البرولين وهي مادة خامله وقابله للثنى ويكون الجزء المثبت كالخطاف فى العدسه ويطلق على هذه العدسه (العدسه ذات الثلاث أجزاء)
أحدث الأنواع
وأحدث أنواع العدسات هى العدسه ذات القطعه الواحده المصنوعه من مادة الاكريلك وتزرع أحدث العدسات من خلال جرح طوله 2,4 مللم أو 2,2 مللم وأخذ حجم الجرح فى الإنخفاض حتى اثنين ملليمتر فقط ويعتبر الجرح الذى يكون مقداره 2,6 مللم جرح متعادل بمعنى ان هذا الجرح وأى جرح أصغر منه لا يؤثر فى تكور القرنيه ولا يؤدى إلى أى تغير فى تكور القرنيه أو ما يطلق عليه بإنحراف القرنيه (الاستيجماتيزم) وتزرع بواسطة محقن (Injector) يحقن العدسه اللينه المثنيه على نصفين داخل العين لكى تنبسط العدسه داخل المحفظه وتأخذ الشكل النهائى.
وتطورت العدسات الحديثه ليس فقط فى مكونات مادتها ولكن فى نوع هذه الماده من ناحية أنها تمتص الماء ((Hydrophilic أو تطرد الماء (Hydrophobic) وتتميز العدسه الهيدروفيليك المحبه للماء بقدرتها على المحافظه على الكبسوله الخلفية للعدسه الأصليه شفافه لفترة أطول من العدسات الكارهه للماء الهيدروفوبيك.
وكذلك تطور شكل وتصميم العدسه فى عدة نواحى:-
أولاً تم إنتاج العدسه ذات الحافه المربعه Square edgeوالتى أثبتت أنها تمنع هجرة الخلايا التى تحدث على الكبسوله الخلفيه لعدسة العين إلى خلف الجزء البصرى من العدسه المزروعه فقللت نسبة حدوث العتامات فى الكبسوله الخلفيه للعدسه والتى تحتاج للتدخل بعمل ليزر قاطع يطلق عليه اسم ياج ليزر تفتح الكبسوله الخلفيه المعتمه والتى كانت تحدث بنسبة 20-25٪ بعد العمليات بمرور سنه أو سنتين.
العدسه ذات الطرف المربع قللت حدوث هذه العتامات وكذلك حدوث تطور فى مادة العدسه وأضيف عليها لون أصفر فاتح وأطلق عليها عدسات شبه طبيعيه Natural IOL) ) والتى قللت من الإبهار الذى يحدث للمريض بعد زراعة العدسه وكذلك ساعدت على فلترة الضوء الذى يدخل إلى العين ، وأيضاً حدث تطور فى تشكيل السطح الخارجى للعدسه فكانت العدسات الأولى متساوية التحدب من الناحيتين Biconvex)) ثم تطورت إلى عدسات محدبه من سطح واحد فقط والسطح الاخر وأطلق عليها عدسات بلانوكونفكس Planoconvex) ) ثم تطورت العدسات وأصبحت بدلاً من أن تكون كنصف الكره متساوية أنصاف الأقطار Spheric) ) أصبحت Aspheric) ) مقطعة السطح وليس كنصف القطر وهذا التطور أعطى للعدسات تميز شديد إذ أصبحت العدسه الأسفيرك تعطى نوعية إبصار أكثر حده وأكثر صفاءً مثل نظر الشباب تحت سن الثلاثين ولاقت هذه العدسات اقبالاً شديداً وانتشاراً واسعاً منذ ظهورها سنة 2005 .
العدسات المتعددة البؤرة
كل العدسات السابقة أحادية البؤرة بمعنى أنها كالعدسه المحدبه الزجاجية التى تجمع الضوء فى نقطه واحده فالمريض فى أحسن الأحوال بالعدسات السابقه يرى عند مسافه واحده أوضح صوره وعادة ما تكون هذه المسافه هى المسافات البعيدة.
قد يستطيع المريض ان يشاهد التليفزيون ويرى اللافتات البعيده ويقود السيارة بدون نظارة أو بنظارة خفيفة جداً تعادل بعضاً من الاستيجماتيزم المتبقى ولكن لابد من لبس نظارة للقراءة والكتابه والأعمال القريبه.
ويعتبر أحدث تطور فى زراعة العدسات داخل العين هى العدسات متعددة البؤرة والتى بها يستطيع الشخص أن يرى بعيداً وقريباً فى نفس الوقت أى يشاهد التليفزيون ويقرأ فى نفس الوقت، وتنقسم هذه العدسات إلى نوعين:-
النوع الأول يعتمد على عضلات العين الداخليه فى الإنقباض والإنبساط وهذا النوع يحتاج لمعرفة قوة عضلات العين الداخلية التى ستنقبض لرؤية الأشياء القريبه كالقراءة والكتابة وتنبسط لرؤية الأجسام البعيدة كمشاهدة التليفزيون والقيادة، ولكن العدسات الأكثر شيوعاً هى العدسات التى تعتمد على شبه التأقلمPseudoaccommodation) ) وتنقسم هذه العدسات إلى نوعين :- نوع يسمى العدسات متعددة البؤرة النوع الإنكسارى Refractive) ) والاخر العدسات متعددة البؤرة النوع الموجى (Diffractive) والنوع الانكسارى بسيط فهو يتكون من أكثر من عدسه ذات ابعاد بؤريه مختلفه وتتأقلم عين الإنسان على رؤية المسافات البعيدة من العدسه المركزية والقراءة من العدسه الطرفية فى نفس تكوين العدسه الصناعية فهى تتكون من مناطق انكسارية مختلفة: منطقة لرؤية البعيد ومنطقة لرؤية القراءة، ولهذا فالمريض يعانى من هذه العدسات فى المنطقة التى تربط بين العدسه التى ترى بعيداً والجزء الذى يرى القريب فيشتكى المريض من هالات حول الإضاءة وتختلف حدتها من شخص لأخر.
وأحدث أنواع العدسات هى العدسات المتعددة البؤرة والتى تتكون من مادة الأكريلك وذات سطح غير متكور (Aspheric) وتتكون من مقاطع مدرجه كدرجات المسرح الرومانى والتى تساعد على تفرق الضوء فى سياق موجى ويجمع البؤرة فى نقطه على الشبكية لرؤية المسافات البعيدة أو أمامها (للقراءة) على مسافات قريبة وتعالج هذه العدسة بتقنية عالية جداً لضمان نقائها وحدة هذه المقاطع المدرجة والتى يتراوح عرضها من 1٫3 ميكرون وتصل بمعدل 0٫2 ميكرون من كل درجة تغطى مسافة 3٫6 مللم من الجزء المركزى للعدسه ويرى بها المريض للمسافات البعيدة جيداً ً وشكواه من الهالات قليل ويتأقلم عليه المريض سريعاً وتم زراعة أكثر من مئتان ألف عدسه منها فى خلال سنتين وتزداد انتشاراً فى العالم كله.
وأحدث أنواع العدسات المتعددة البؤرة المتموجة Diffractive واللاكروية Aspheric)) هى العدسات التى تعالج الإستيجماتيزم (Toric) ولكنها مازالت الأقل انتشاراً فى هذا المجال.
قياس قوة العدسه
عند زراعة أى عدسه داخل العين لابد من عمل مقاس لأخذ قوة هذه العدسه لكى تكون مضبوطه على الرؤية التى يفضلها المريض بالنسبة للعدسه الأحادية البؤرة، لابد من ضبطها بدقة شديدة جداً ومراعاة نسبة الإستيجماتيزم الموجودة قبل العملية واصلاحها اذا لزم الامر فى حالات زرع العدسات المتعددة البؤرة.
وهناك أجهزة كثيرة جداً لقياس قوة العدسه داخل العين وكذلك هناك معادلات حسابيه كثيرة لتحديد قوة العدسه داخل العين والتى تختلف من شخص لأخر تبعاً لمقدار تحدب القرنية والطول الفعلى للعين وتكور عدسة العين الأصلية وعمق الخزانة الأمامية والمعامل الإنكسارى للعدسه الصناعية ونوعها وهذه المتغيرات كلها هى التى أدت لوجود عدة طرق لقياس قوة العدسه التى تزرع داخل العين.
أكثر الطرق شيوعاً هى قياس العدسه بالموجات فوق صوتية الملامسه Contact Ultrasound)) ولكنها الأقل دقة حيث أنها تعتمد على الطبيب فى دقة لمسه لسطح القرنية بجهاز الموجات فوق الصوتية وحساسية يده.
والطريقة الثانية هى طريقة قياس طول العين بالموجات فوق الصوتية بالاغطاس (Immersion Techniques)وهى الطريقة الأكثر دقة حتى الآن وتحتاج لخبرة لعملها ولكنها سهله ودقيقة جداً وتستخدم فى حالات زرع العدسات المتعددة البؤرة.
والطريقة الثالثة هى استخدام الليزر (وبدون ملامسه) لقياس طول العين وتكور القرنية فى نفس الوقت (والتى تقاس فى الطريقتين الأوليتين بجهاز قياس تحدب القرنية فى خطوة قبل الموجات فوق الصوتية) ولكن جهاز الليزر انترفيرومترى (Laser Interferometry) يقوم بقياس تكور القرنية وطول العين وحساب مقاس العدسه فى آن واحد وبعدة معادلات مختلفه وتحديداً لنوع العدسه ومعامل انكسارها المحدد يقوم بحساب قوة العدسه وهو كذلك أكثر شيوعاً من الطريقة المائية لقياس العدسه بالموجات فوق الصوتية وتتعادل دقته فى القياس مع هذه الطريقة المائية ولكن لا يصلح لحالات المياه البيضاء المتقدمه والتى تكون فيها عتامة العدسه كثيفة أو كامله وهنا يضطر الجراح لاستخدام الطرق الأخرى.
- المرفقات
- ey.jpg
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (30 Ko) عدد مرات التنزيل 0