منتديات الأواب الاجتماعية الثقافية العامة
مرحبـــــــــــــــــــا بك الزائر الكريم.....قم الان بالتسجيل حتى نتمكن من التواصل معك>***
منتديات الأواب الاجتماعية الثقافية العامة
مرحبـــــــــــــــــــا بك الزائر الكريم.....قم الان بالتسجيل حتى نتمكن من التواصل معك>***
منتديات الأواب الاجتماعية الثقافية العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دعوة لاحياء التراث وزيادة الوعى الثقافي الاجتماعى
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
مرحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بك الزائر الكريم....قم الان بالتسجيل حتى تتمكن من التواصل مع اصدقاءك
****نتمني لكم دوام الصحة مع اصدق الاماني لكم بالاستمتاع والفائدة****

 

 جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالرحمن محمود

عبدالرحمن محمود


عدد المساهمات : 107
نقاط : 18063
تاريخ التسجيل : 28/09/2012
العمر : 37

جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة Empty
مُساهمةموضوع: جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة   جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2013 2:49 pm

اذا كان الواجب العلمي يقتضي منّا أن نحيي تراث علمائنا وأعلامنا ونضع آثارهم موضع تقدير ونلبي ما يملي علينا الوفاء لهم بدراسة ما قدموه من علوم ومعارف الى الحضارة الانسانية فإن أولى مت يستحق منا هذا الواجب من هؤلاء الأعلام الخالدين هو جابر بن حيان الذي يعتبر ثروة علمية هائلة وثورة فكرية عظيمة في تاريخ البشرية أضاءت طريق العلم في عصور التاريخ.
فكان لنتاجه الأثر والضخم الاثر الكبير في تطوير العلوم الطبيعية والأثر الاكبر في الكثير من الاكتشافات العلمية كما كان لاعتماد الدول الاوربية على اكتشافاته سبباً في نهضتها العلمية كل هذه المؤهلات التي يمتلكها جابر كانت السبب في أن يعطي الدكتور زكي نجيب محمود أولوية في تسليط الضوء والبحث والدراسة عن جابر بن حيان والحديث عن علميته واكتشافاته وتقديمه على كل العلماء في مختلف العصور.
حيث يقول في مقدمة كتابه عن نشأة الفكرة عنده حول الكتابة عن جابر: كنت أحاضر طلابي في الجامعة ذات يوم وكان موضوع المحاضرة متصلاً بمنهاج البحث العلمي وكانت المادة التي أعرضها في المحاضرة مستمدة من علماء الغرب وفلاسفته ذلك لأن العلوم الطبيعية حديثة النشأة لم تكد تولد قبل عصر النهضة الاوربية في القرن السادس عشر ولم نذكر العلوم الرياضية لأنها أقدم نشأة وأسبق تطوراً من العلوم الطبيعية واما قبل ذلك فقد كانت مختلطة باصول فلسفية معتمدة في أغلب الاحيان على تأمل نظري اكثر مما تعمد على مشاهدة متعقبة وتجريب دقيق صارم ، ثم يتابع الاستاذ قصته مع الكتابة عن جابر بن حيان، فيقول: ولما كانت الحضارة الانسانية منذ النهضة الاوربية قد اتخذت الغرب -اوروبا- وحدها ثم اوروبا وامريكا معاً بعد ذلك مقراً لها في طريقها الطويل الذي اخذت تتنقل خلاله من موطن الى موطن فقد بات الغرب –ابان القرون الثلاثة الاخيرة- هو مركز العلم فلا مندوحة لمن يريد التحدث عن اصول العلم وفلسفته ومنهجه عن الرجوع اليه ليستقي منه مادة حديثة، وفيما الاستاذ زكي يلقي محاضرته على هذا المنهج يفاجئه احد طلابه بهذا السؤال: لماذا لم تجعل من امثلتك المعروضة مثلاً من علماء العرب؟ ثم يتحول السؤال من الطالب لاستاذه الى نبرة عتاب!! ألم يكن للعرب علم يُرجع اليه ويستفاد من منهاجه؟ ووقع هذان السؤالان في الصميم من الاستاذ جعلاه يعيد النظر كثيراً في حساباته وأشارا عليه بأن ينظر الى الخلف قليلاً ليرى ان المصدر الذي استقت منه الحضارة الاوربية هم العرب وبالخصوص جابر بن حيان فنبهه السؤال ايضاً الى ما يقتضيه واجبه العلمي من الادلاء بهذه الحقيقة وظل هذا الواجب تجاه علمائنا الاولين ليزداد إلحاحاً عليه بأن ينهض كي يؤديه.
واخيراً عقد الاستاذ زكي العزم على تأدية هذا الواجب فيقول: وصحت مني العزيمة منذ ذلك الحين أن ألبّي رغبة الطالب لأنها في الحقيقة رغبة وطن ناهض اراد ان يجمع في نهضته النظرة الى امام واللفتة الى وراء حتى يجيء السير موصول الحلقات مرتبط المراحل، ولكن بمن بدأ الاستاذ زكي تأدية واجبه من العلماء العرب على كثرتهم وتعدد علومهم وآدابهم ومعارفهم؟ يجيبنا الاستاذ على سؤالنا بقوله: وبدأت بإمام العلوم الطبيعية عند العرب ألا وهو جابر بن حيان.
ولم يكن اختيار الاستاذ زكي جابراً قد خلقته الصدفة أو عن طريق ما هو في متناول يديه بل جاء عن طريق الدراسة المستفيضة والمقارنة بينه وبين غيره من العلماء وسبر اغوار التاريخ والاطلاع على الحقائق العلمية وهي التي جعلته يقول: وعمل الكيميائي في تحويل المعادن هو نفسه عمل الطبيعة في تكوينها لولا ان الطبيعة قد استغرقت آماداً طوالاً في تكوين ما كوّنته من ذهب وفضة ونحاس وغيرها على حين يستطيع العالم بتجاربه ان يختصر الزمن الى برهة وجيزة.
وكيمياء جابر هي تفصيل القول في هذه التجارب لكن الاستاذ زكي يشعر أن علم جابر فاق علم الكيميائي المحض بل تخطاه الى غيره من العلوم فيقول: لكن جابراً لم يكم كيميائياً وكفى بل كان كذلك فيلسوفاُ يتصور الامور كما يتصورها الفلاسفة من حيث محاولتهم أن يجمعوا أشتات الكون في بنية واحدة يبحثون لها عن مبدأ اول ثم يفرعون منه الفروع وهكذا فعل جابر فله محاولة من هذا القبيل يدعمها بجدل فلسفي من الطراز الاول.
كما كنت عبقرية جابر هي السبب في تخصيص الاستاذ رؤوف سبهاني اطول فصل في كتابه (مشاهير فلاسفة المسلمين) لجابر بن حيان قائلاً في مقدمة الفصل: انه جبر بن حيان احد اولئك المفكرين الذين اطلقوا الفكر من عقاله واحد روّاد الحضارة البشرية والكاشف لأسرار الطبيعة والمتعمّق بأسرار الكون والساعي بكل جهوده لتطوير الحضارة والذي لولاه لتأخر سير الحضارة نحو التطور اجيالاً كثيرة.
فمنزلة جابر العلمية الكبيرة وريادته لعلم الكيمياء غير خافية على كل باحث، يقول حاجي خليفة في (كشف الظنون): جابر هو كيميائي العرب الاول فهو أول من اشتهر علم الكيمياء عنه ويقول هولمبارد: وهو-أي جابر- اول من يستحق لقب الكيميائي من المسلمين، ويقول اسماعيل مظهر في تاريخ الفكر العربي: والظاهر انه-أي جابر- قد أصاب من ارتفاع المكانة وضخامة الثراء وبُعد الصيت ما جعله موضع التقدير آناً وموضع الحسد والاضطهاد آناً واما التقدير فهو الذي أحاط اسمه بهالة من الجلال أزاغت عن حقيقته أبصار الكاتبين فيما بعد حتى لتجد من يصفه منهم تارة بأنه (ملك الهند) وتارة اخرى بأنه (ملك العجم) وتارة ثالثة بأنه (ملك العرب).
لقد كان جابر جديراً بهذه الالقاب فإيمانه بالعلم كان مطلقاً وفكره كان خالصاً له ولا شيء يحوله دون المضي في كشف اسرار العلوم وسبر غورها وأبرز ما اشتهر فيه منها هو علم الكيمياء، وخاصية هذا العلم تتوجب على المشتغل بها ن يبدل طبائع الاشياء تبديلاً ويحولها بعضها الى بعض وذلك اما بحذف بعض خصائصها او بإضافة خصائص جديدة اليها لأنه إن كانت الاشياء كلها ترتد الى أصل واحد كان تنوعها راجعاً الى اختلاف في نسب المقادير التي دخلت في تكوينها، فمثلاً الذهب لا يختلف عن الفضة في الأساس والجوهر بل هما مختلفان في نسبة المزج فإما زيادة هنا او نقصان هناك وما على العالم إلّا أن يحلل كلاً منهما تحليلاً يهديه الى تلك النسبة كما هي قائمة في كل منهما فمقدار التغيير هو حذف او إضافة.
وهذا العلم اختلف العلماء انفسهم في امكانية حدوثه من قبل أي انسان فمن الذين انكروا حدوثه الشيخ الرئيس ابن سينا الذي جهد أن يبرهن على بطلانه في كتابه (الشفاء) ودليله على ذلك هو ان الصفات التي يقال عنها انها اذا أضيفت هنا او حذفت هناك تحولت الاشياء بعضها الى بعض صفات محسوسة عرضية لا تمس جواهر الاشياء فليست هي بالفواصل الحقيقية التي تميز نوعاً من نوع.
واما الفواصل الحقيقية فمجهولة فلسنا ندري ماذا في الذهب مما يجعله ذهباً ولا ماذا في النحاس ما يجعله نحاساً واذا كان الشيء مجهولاً فكيف يتاح لنا ان نوجده إيجاداً او أن نفنيه افناء؟ ويقف الفيلسوف الكندي الى جانب ابن سينا في آرائه وموقفه المنكر لحدوث هذا العلم معززاً قول ابن سينا بقوله: ان الطبيعة قد انفردت -دون الانسان- بأشياء محال على الانسان أن يأتي بمثلها كما انفرد الانسان -دون الطبيعة- بأشياء اخرى ومن الخلط بل من الخداع ان يحاول الانسان فعل ما قد انفردت الطبيعة بفعله فكما انه مال على الطبيعة أن صنع سيفاً او سريراً او خاتماً فكذلك محال على الانسان أن يصنع ذهباً او فضة او نحاساً.
وقد أيد رأيهما ابن خلدون وله كلام في ذلك يشبه كلامهما وكذلك ابن تيمية الذي قال بإستحالة هذا بالعلم وفي مواجهة هؤلاء نرى في الاتجاه الآخر لهم جماعة من العلماء والفلاسفة وضعوا تصانيف في امكانية حدوث مثل هذا العلم ومن هؤلاء فخر الدين الرازي الذي عقد فصلاً في المباحث المشرقية بيّن فيه امكان علم الكيمياء والشيخ نجم الدين ابن البغدادي الذي ردّ على ابن تيمية وفنّد ما كان قاله عن استحالة علم الكيمياء وكذلك ابو بكر محمد زكريا الرازي الذي تصدى للرد على الكندي في نفس الموضوع.
اما ابن سينا فقد تكفّل بالرد عليه الطغرائي والذي ألّف كتباً أثبت فيها امكان قيام هذا العلم وكذلك ردّ فيها على ابن سينا قوله في عدم امكان حدوثه. وبين هذين الرأيين المتضاربين في هذا العلم نرى من اتخذ موقف الوسيط بين امكانية حدوثه من عدمها وقد تبنّى هذا الرأي ابو نصر الفارابي وخلاصة رأيه: هي ان تحوّل الاشياء بعضها الى بعض متوقف على نوع الصفات المراد حذفها او اضافتها فإن كانت اعراضاً ذاتية تعذّر التحوّل واما إن كانت اعراضاً عرضية أمكن التحوّل هذا الى ان امكان التحوّل قد يكون مقبولاً من الوجهة الصورية النظرية لكنه عسير من الوجهة الفعلية العملية وفي خضم هذه الاقوال المتضاربة والآراء المتعارضة بين امكانية حدوث هذا العلم من عدمها يأتي جابر بن حيان ليقطع النزاع وليرجح كفة احد الفريقين وليبرهن بالفعل لا بالقول فقط على امكانية حدوث هذا العلم موضحاً ما عجز عن فهمه الذين قالوا بإستحالة وقوع هذا العلم بقوله: ان اسرار الطبيعة قد تمتنع على الناس لأحد سببين فإما أن يكون ذلك لشدة خفائها وعسر الكشف عنها وإما ان يكون ذلك للطافة تلك الاسرار بحيث يتعذّر الامساك بها وسواء كان الامر هو هذا او ذاك كان في وسع الباحث العلمي أن يتلمس طريقاً الى تحقيق بغيته فلا صعوبة الموضوع ولا لطافته ودقته مما يجوز أن تحول العلماء دون السير في شوط البحث الى غايته. فمن يحمل العلم سلاحاً فبإمكانه خرق حجب الطبيعة وإيضاح كوامنها وكشف اسرارها.
وهكذا كان جابر فهو يتعجب من الذين قالوا ان العلم يعجز امام الطبيعة فيقول: كيف يُظن العجز بالعلم دون الوصول الى الطبيعة واسرارها؟فهل يعجز العلم عن استخراج كوامن الطبيعة ما قد ثبتت قدرته على استخراج السر مما هو ستر وراء حجبها؟ثم يطالب من يحمل هذه الفكرة أن لا يتصدى للكيمياء لأنه لم يستوف اركان البحث فيقول: اننا لا نطالب من لا علم له بالتصدي للكيمياء بل نطلب ذلك من ذوي العلم الذين استوفوا اركان البحث واركان البحث عند جابر لا تتهيأ لكل نفس ولا كل من ادّعى العلم بل ان هناك معنى روحياً يجب ان يتحقق عند العالم لكي يلم بالعلم الذي يبتغيه.
وهذا المعنى هو الاعتدال حيث يقول: فالشخص المعتدل هو الذي يستخرج الاشياء بطبعه ويقع له العلم بالبديهة في أول وهلة وهذه الصفة حينما تتوفر في الانسان فإنه كما يعبر عنه جابر يكون: مبتدعاً للاشياء من نفسه في أول الامر بطباعه ويضرب جابر مثلاً على ذلك سقراط الحكيم فيقول: ان من كان هذا سبيله هو سقراط الحكيم فإنهم لا يشكون ان كثيراً من العلم وقع له بقليل الرياضة وان ذلك بالطباع، كما يستعرض جابر ثلاثة مذاهب في مصادر العلم بالتفصيل وهي العلم بالفطرة والعلم بالتلقين وثالث يأخذ دوراً وساطً بينهما وهو استعداد المتعلم للتلقي وتهيؤ لقبول العلم وهو الذي اعتمده جابر في أخذه العلم موضحاً ان: النفس لا تكون عالمة اولاً بالضرورة وهي: قادرة فاعلة جاهلة لكنها حينما يكون لديها الاستعداد لتلقي العلم من خلال قدرتها وفاعليتها تستطيع أن تحول العوامل الخارجية عن طريق الحواس فتخط عليها آثارها ومن هذه الآثار المخطوطة يتكون علم الانسان ومن بين العوامل الخارجية بل من أهمها هو المعلم والوالدان هما بمثابة المعلمَين فهؤلاء يلقنون الناشيء بما يكوّن له نفسه على الصورة التي يريدونها له لذلك كان جابر يعطي استاذه منزلة عظيمة من نفسه ويكن له من اجلْ الاحترام فلا يخاطبه إلا بلقب سيدي وقد افرد المقالة الاولى من كتاب (البحث) عن ما يجب أن تكون العلاقة بين الاستاذ والتلميذ وهي مقالة عظيمة أوضح فيها ما يجب للاستاذ على التلميذ وما يجب على التلميذ للاستاذ ونورد مقاطع منها لما تضمنته تعاليم وآداب رائعة في مجال التربية: فمنزلة الاستاذ عند جابر هي منزلة العلم نفسه ومخالف العلم مخالف الصواب والاستاذ هو كالإمام للجماعة، وينبغي للتلميذ أن يكون صامتاً للاستاذ كتوماً لسره.. وواجب التلميذ ايضاً ان يكون منقطعاً الى الاستاذ دائم الدرس لما اخذه عنه كثير الفكر فليس في وسع الاستاذ إلا ان يعلّم تلميذه اصول العلم وعلى التلميذ بعد ذلك أن يروّض نفسه على ما قد تعلّم اما يجب للتلميذ على الاستاذ أن يمتحن الاستاذ قريحة المتعلم وأعني بالقريحة جوهر المتعلم الذي طبع عليه ومقدار ما فيه من القبول والاصغاء الى الادب اذا سمعه.
ونلخص منهجه في التعلّم والتعليم والعلاقة بين الاستاذ والتلميذ بأن الاستاذ يجب أن يكون مؤهلاً وان يتوفر في التلميذ الاستعداد الفطري للتلقي وليس هذا فحسب فقد وضع منهجاً للعلماء أوضح فيه مالهم وما عليهم في التعليم ومن شروط هذا المنهج قوله: فواجب العلماء أن يتكتموا علمهم فلا يكشفوه إلا في الظروف الملائمة وللاشخاص الذين يستحقونه ويطيقونه ويستطيعون حمله بما يتفق وكرامته لأنك اذا صببت في انسان علماً اكثر مما يطيق كنت كمن يضع في اناء اكثر مما يسع فيذهب الامر هباء لا بل انك لتزهق ذلك الانسان وتحرقه بما تحمّله اياه من علم يعجز عن حمله.
وكان جابر شديد الالتزام بهذا المنهج ويلزمه على من يعلمه، فقد روى الجلدكي في(شرح المكتسب): ان تلميذاً اراد التعلم والاخذ عنه فماطله جابر وراوغه فلما أصر التلميذ ولم يتحول عن طلبه قال جابر: إنما أردت أن اختبرك وأعلم حقيقة مكان الادراك منك ولتكن من اهل هذا العلم على حذر ممن يأخذه عنك واعلم ان من المفترض علينا (أي على رجال الكيمياء) كتمان هذا العلم وتحريم اذاعته لغير المستحق من بني نوعنا وألاّ نكتمه عن أهله لأن وضع الاشياء في محالها من الامور الواجبة ولأن في اذاعته خراب العالم وفي كتمانه عن اهله تضييعاً لهم.
فجابر هنا يوضح منهجه ويلتزم به ويلزم به من يعلمه هذا العلم وهو كتمان هذا العلم إلاّ على من يستحقه وهذا المنهج ينفي نفياً قاطعاً الرواية التي تقول ان جابر بن حيان أفضى بأسراره الى هارون الرشيد والى يحيى البرمكي وابنيه الفضل وجعفر.
المرفقات
جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة Attachment068.jpg
لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
(24 Ko) عدد مرات التنزيل 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن محمود

عبدالرحمن محمود


عدد المساهمات : 107
نقاط : 18063
تاريخ التسجيل : 28/09/2012
العمر : 37

جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة   جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2013 2:54 pm

جابر بن حيان موسوعة علمية خالدة عبر العصور تلقى علومه من منهل مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ولا تزل علومه واكتشافاته مصدر الكثير من العلوم وخاصة في علم الكيمياء الذي اشتهر به، فهو مفخرة من مفاخر الامة الإسلامية وفذ من افذاذها.
ينقل الاستاذ قدري حافظ طوقان في كتابه (الخالدون العرب)/ص16 عن برتيلو: (ان جميع الباحثين العرب نقلوا عن جابر واعتمدوا في ابحاثهم على تأليفه وبحوثه) قد تواجه الدارس عن هذه الشخصية العظيمة مجموعة كبيرة من الروايات المتضاربة حول تاريخ ولادته ومكانها ومنشأه وحتى وفاته وكنيته وارجح الاقوال في ولادته هي سنة(120هـ -737م).
اما سنة وفاته فهي حوالي (198هـ -813م) وتواجه الدارس نقطة من الاختلاف في مكان ولادته فهناك روايات قول بأنه كوفي ولكنها لا تجم بولادته في الكوفة بل ترجح مقامه فيها زمناً حيث قالت بعض الروايات انه كان يقيم في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب في الكوفة وان جابراً كان اكثر مقامه في الكوفة لصحة هوائها.
ولكن ولد يورانت في(قصة الحضارة) يقول: كان جابر ابن عقاركوفي اشتغل بالطب وكان يمضي معظم اوقاته بين الانابيق والبوادق، وقال ابن النديم في الفهرست: انه ولد في طوس من بلاد خراسان وهناك رواية اخرى تقول: انه من طرسوس واخرى تقول انه كان صابئاً من أهل حرّان ورابعة تقول انه يوناني اعتنق الإسلام ووصل الاختلاف الى حد نسبته  الى اشبيلية وهي رواية خاطئة خلط فيها قائلها بين جابر بن حيان الذي عاش في القرن الثاني الهجري وجابر بن الافلح الذي عاش في اشبيلية في القرن السادس للهجرة، ونجد من يوضح هذا التضارب في الروايات ويحل ما تلابس منها فيقول: (انه أزدي ينتسب الى قبيلة الأزد التي نزحت من جنوبي الجزيرة العربية الى الكوفة)، ثم يقول آخر: (ان جابراً ولد في طوس من اعمال خراسان من أب عربي من قبيلة الازد وام عربية وكان ابوه حيان عطاراً وبعد نزوح حيان مع زوجته وولده جابر الى طوس قرب مدينة مشهد أرسل ولده جابراً الى الجزيرة العربية وتعلّم القرآن والحساب بالإضافة الى علوم اخرى.
اما بالنسبة الى الاختلاف في كنيته فقد لقبه المؤرخون بـ(ابو عبد الله) و (ابو موسى) فيرجح ان له ولدين بهذين الاسمين وقيل انه سمي بجابر لأنه هو الذي جبر العلم أي أعاد تنظيمه وكما اختلف المؤرخون في كل هذه الامور عن حياته فقد اختلفوا في امره والى أي مذهب او فئة ينتمي.
يقول ابن النديم: فقال الشيعة انه من كبارهم وزعم قوم انه من الفلاسفة وله في المنطق والفلسفة مصنفات وزعم أهل صناعة الذهب والفضة ان الرياسة انتهت اليه في عصره وان امره كان مكتوماً)، وفي الحقيقة ان ابن النديم قد أصاب في كل ما نسب اليه جابر كما يقول الاستاذ زكي نجيب محمود: وحقيقة الامر انه كان من الثلاثة معاً فهو من الشيعة مذهباً وهو من الفلاسفة جدلاً وهو من الكيميائيين علماً.
وعن نشأته وبدايته مع العلم يقول الدينوري في(الاخبار الطوال): ان جابراً كان تلميذاً للإمام الصادق(ع) حيث وجد فيه سنداً ومعيناً وموجهاً لا يستغنى عنه، اذن فقد كان الامام الصادق (ع) اول معلم له وملهمه علومه وقد استطاع بفضله تحرير الكيمياء من خلال الاستعانة بإرشاداته فأصبح كيميائي العرب الاول وأول من اشتهر علم الكيمياء عنه واول  من يستحق لقب كيميائي من المسلمين عن جدارة وهذه الألقاب كلها جاءت من العلماء الذين درسوا كتب جابر.
وحينما يترجم الفيلسوف الانكَليزي الشهير برتراندرسل بعض كتب جابر الى الانكليزية في لندن عام(1678) يقول عن جابر: (انه اشهر علماء العرب وفلاسفتهم). وسنستعرض بعض أقوال المؤرخين من كتبهم حول مكانة جابر بن حيان العلمية ومنزلته بين العلماء.
يقول  القفطي في اخبار الحكماء/ص111: كان متقدماً في العلوم الطبيعية بارعاً في صناعة الكيمياء وله تآليف مشهورة وقال علي بن محمد الجلدكي في كتابه ملهم الكيمياء/ص57، ولا شك حين تطّلع على فهرست كتب جابر ترى موضوع الكيمياء هو الموضوع الاكثر بروزاً من بين غيره من الموضوعات التي تناولها بالدرس والشرح والذي عرف به واشتهر بجابر الكيميائي لشغفه وولعه بهذه المادة واصبح يٌعرف بها عند كل العلماء الذين عاشوا صره والذين أتوا بعده بإمام الكيمياء الذي لا يدافع ولا يقاوم ولا قف امامه احد.
وكان محمد بن زكريا الرازي الفيلسوف المشهور يستعين دائماً بآراء جابر حيث قال في اكثر من مكان في كتبه: قال استاذنا ابو موسى جابر بن حيان مستشهداُ به وقال اسماعيل مظهر في كتابه(تاريخ الفكر العربي): لعل جابر بن حيان أشهر من ان يذكره تاريخ العلم في العصر العربي وقد أنزلته آثاره الجليلة مكاناً مرموقاً بين العلماء حتى اعترفوا بفضله فإسمه اقترن من حيث الشهرة ومن حيث الاثر النافع باسماء العظماء من روّاد الحضارة والعمران.
وقال عنه برتيلو: لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق وعده سارطون من اعظم الذين برزوا في ميدان العلم كما نقل السيد الامين في اعيان الشيعة والاستاذ قدري حافظ طوقان في كتابه الخالدون العرب اقوالاً اخرى للعلماء بحق جابر ومكانته العلمية الكبيرة تركناها خشية الإطالة ولعل فيما قدمناه يعطي دلالة واضحة على عبقريته وتفرّده بهذا العلم فاستحق وبجدارة لقب: إمام هذا الفن من غير منازع.
وكما عاش  جابر حياة مليئة بالعلم والاكتشافات فقد كانت حياته مليئة بالتشرّد والخوف من السلطة العباسية فبما انه اول من تكلم في علم الكيمياء ووضع فيها الكتب ونظر في كتب الفلاسفة من أهل الإسلام، فقد كان موضع ترصّد من قبل السلطة العباسية وترقّب وقصته مع السلطة العباسية كما يرويها الجلدكي في نهاية الطلب ونقلها السيد الأمين في اعيان الشيعة وابن النديم في فهرسه: ان جابراً أفضى بأسرار صنعته الى هارون الرشيد والى يحيى البرمكي وابنيه الفضل وجعفر حتى لقد كان ذلك سبباً في غناهم وثروتهم فلما ساورت هارون الشكوك في البرامكة وعرف من غرضهم هو نقل الخلافة الى العلويين مستعينين على ذلك بمالهم وجاههم قتلهم عن آخرهم فاضطر جابر بن حيان أن يهرب الى الكوفة خوفاً على حياته حيث ظل مختبئاً حتى ايام المأمون فظهر بعد احتجابه.
ويروي ابن النديم في فهرسه: انه حدث بعد وفاة جابر أن هدمت الدور في الحي الذي كان يسكنه فكشفت الانقاض عن الموضع الذي كان فيه منزله ووجد معمله كما وجد هاون من الذهب يزن مائتي رطل وان هذه الحادثة وقعت في أيام عز الدولة ابن معز الدولة ويعزز الاستاذ زكي نجيب محمود فرار جابر من المحدق به من قبل هارون الرشيد واختفائه في الكوفة كما اكد ذلك برتيلو فقال ان جابر بن حيان نجا من الموت مرات عديدة وقاسى الكثير من انتهاكات الجهلاء لمكانته وحرمته فقد كانوا يحسدونه على علمه ونبوغه ولكن برتيلو عندما يتحدث عن قصة تعليم جابر الكيمياء للخليفة ويحيى البرمكي وابنيه الفضل وجعفر ان جابراً لم يعلمهم من تلقاء نفسه بل أجبر على ذلك فقال ما نصه: فقد اضطر الى الادلاء ببعض اسرار صناعة الكيمياء الى هارون الرشيد ويحيى البرمكي وابنيه الفضل وجعفر فكان ذلك سبباً في غناهم وثروتهم.
وفي هذه القصة الكثير من الكلام والتعليقات وربما تكون مفبركة من قبل السلطة العباسية للتخلص من جابر والبرامكة معاً ولا نريد أن نشط في موضوعنا اكثر من ذلك ولنرجع الى السياق متماهين مع القصة فيتضح من خلال قول برتيلو ان هارون هدد جابر بالقتل او بالسجن اذا لم يعلمه هذه الصنعة وهذه الأساليب ليست غريبة على سياسة هارون القمعية ولا على الخلفاء العباسيين وربما وجد هارون في ذلك مبرراً لقتل البرامكة وجابر معاً فهو يعلم الى أي مذهب ينتمي والى أي فئة وعلى يد من تعلّم وهذا هو دأب السلطات العباسية في كل عصورها في محاربة مدرسة أهل البيت (ع) فقد مارس جلاوزته أبشع أساليب التنكيل والتشريد والقتل بأصحاب الإمام الصادق(ع)من اتباع مذهب أهل البيت (ع) مثل ابان بن تغلب وهشام بن الحكم ومؤمن الطاق وغيرهم.
وجابر بن حيان منهم يقول برتيلو: ان امره كان مكتوماً وكان يتنقل في البلدان لا يستقر في أي بلد خوفاً على نفسه من السلطات. هكذا تحترم السلطات العباسية العلماء وتحتفي بهم!! واضافة الى هذه السياسة الهمجية التي لاقاها جابر فقد عانى من اضطهاد آخر وهو الحسد والحقد اذي يلقاه الكثير من العلماء والعباقرة امثال جابر من قبل الجهلاء في كل زمان ومكان حتى وصل الحد الذي قال فيه احد هؤلاء الحاسدين الحاقدين:
هذا الذي بمقاله... غرّ الاوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسرٌ... كذب الذي سمّاك جابر
انظر ماذا يصنع الحسد والحقد عندما يشتعل في صدور المنافقين ويعمي عيونهم ولعل لقصة جابر مع هؤلاء تأبى أن تنتهي حتى بعد وفاته فقد تخطى هذا الحقد أبعاد الزمن ليأتي من احد هؤلاء الحاسدين تحت مسمى (مؤرخ) لينفي عن جابر تأليفاته وتصانيفه ويقلل من منزلته العلمية العظيمة، ولكن أنّى له ذلك وقد اعترف بفضل جابر القدماء والمحدثين من العلماء كما ذكرنا بعض أقوالهم فيه وماذا يجدينا هذا الكلام من قبل هؤلاء حول شخصية جابر بعد ان وصلت كتبه وآراؤه الى أقصى بلاد العالم واعترفوا بفضلها وردوا على من نالها بالانتحال ونال من صاحبها.
ألّف جابر في شتى العلوم وفي جميع الصناعات وكل انواع المعرفة والثقافة فألّف في الطب والكيمياء والرياضيات والزهد والوعظ وغيرها حتى بلغت مؤلفاته(3900) مؤلف ما بين كتاب ورسالة وله في الطب وحده(500) كتاب وفي الكيمياء له كتب كثيرة مهمة ترجمت الى لغات اجنبية متعددة ولا يزال منها مخطوطاً في مكتبات الشرق والغرب ونورد هنا أبرز هذه المؤلفات: كتاب أسطقس الاول وأسطقس الثاني والكمال وعلم الاكسير العظيم والواحد الكبير والواحد الصغير والركن والبيان والنور والتدابير الكبير والتدابير الصغير والتدابير الثالث والخواص الكبير والملاغم الجوانية والملاغم البرانية والعمالقة الكبير والعمالقة الصغير والشعر والتبويب والاحجار وابو قلمون والباهر والدرة المكنونة والبدوح والخالص والقمر والشمس والتركيب والاسرار والارض والمجردات والحيوان وما بعد الطبيعة والخمسة عشر والروضة،ويذكر له ابن النديم الكتب التالية: كتاب الإيضاح ومصححات سقراط والضمير والموازين والزنبق والاستتمام والملك والتصريف وشرح المجسطي والوصية واخراج مافي القوة الى الفعل والحدود وكشف الاسرار وخواص اكسير الذهي والرحمة والتجميع والاصول والاستيفاء والتكليس والاسرار والروض والوجيه والجاروف والراحة والعوالم والسهل والتجريد وصبح النفوس والصافي ورسائل جعفر الصادق(ع) والجامع في الاسطرلاب والخارصيني والجفر الصادق والجفر الاسود والسبعين والانثيين وجنات الخلد في تدبير الحجر ورسالة في الامامية والتصحيح في علم الصنعة والسموم.
ونكتفي بهذا القدر من اسماء تآليف جابر بن حيان فالغاية ليست حصر كتبه بقدر ما هي تقريب الصورة عن جابر الى القاريء وقد توزعت هذه الكتب في المكتبة الاهلية بباريس ودار الكتب بالقاهرة والمتحف البريطاني وجامعة اكسفورد وكيمبرج ونقل بعضها في الهند بالزنكغراف ،هذه المؤلفات التي كانت عصية على أفذاذ العلماء بتأليفها كانت عصية أيضاً على عقول البعض ان تتقبل انها من تأليف جابر بن حيان فشككوا في نسبتها اليه لأنها تمثل تحدٍ للقدرة البشرية على حد زعمهم كما انهم وجدوا بزعمهم تفاوتاً في اسلوب جابر في رسائله وكتبه فقالوا لم تكن كلها من تأليفه ولكن هذين الادعائين كانا عاريين عن الصحة ولا يمتّان الى الحقيقة بصلة فقد أثبتت الحقائق العلمية والمقررات التاريخية ان جابر كان يمثل مدرسة لها اهميتها الكبرى في نشر العلوم في ذلك العصر وقد تخرّج منها طلاب كثر واخذوا عنه معرفة علمية مهمة منهم من اخذ منه مباشرة ومنهم من درس نظرياته وآرائه.
فعن طموح جابر في العلم يقول المؤرخون: كان جابر طموحاً للوصول الى أبعد مدى من التجربة والعمل المستمر الى تكوين النظرية العلمية لا الاعتماد على التأمل المجرد فقط لذا عمل بجهد إلى ان خطا خطوة مهمة في دراسته لتخطي طريقة اليونان في وضع التجربة اساساً للعمل وكان طموحه وضع الاختبار العنصر العامل في تكوين النظرية للوصول الى أسس ملموسة تقنع الآخرين وتسهل لهم معرفتها.
وكان جابر يقول: ملاك هذه الصنعة العمل فمن يعمل ولم يجر لم يظفر بشيء ابداً ويقول ايضاً: الطبائع لا من غيرها فهي الاصل للوصول الى معرفة ميزانها فمن عرف ميزانها عرف كل ما فيها وكيف تركبت! والدربة مخرج ذلك فمن كان درباً كان عالماً ومن لم يكن درباً لم يكن عالماً ابداً والدربة هي جميع الصنائع لذا الصانع الدرب ينجح وغير الدرب يفشل فإيمانه بالعلم كان بلا حدود فهو يتساءل في عجب الذين يظنون العجز بالعلم: كيف يظن العجز بالعلم دون الوصول الى الطبيعة واسرارها؟ ألم يكن في مستطاع العلم أن يتجاوز الطبيعة الى ماورائها؟ فهل يعجز عن استخراج كوامن الطبيعة ما قد ثبتت قدرته على استخراج السر مما هو مستور وراء حجبها؟ ثم يقول : اننا لا نطالب من لاعلم له بالتصدي للكيمياء بل نطلب ذلك من ذوي العلم الذين استوفوا أركان البحث .
ونحن بدورنا نقول لمن انكر تأليف جابر لهذه الكتب أن لا يتصدى بإطلاق احكام خاطئة وان يدعوا حكم ذلك للمختصين، ألا يفسر هذا القول من جابر واقوال العلماء في حقه ونبوغه وانغماره في العلم السر في كثرة كتبه ثم هناك أدلة علمية وتاريخية تثبت نسبة هذه الكتب اليه فقد نسبت اليه هذه الكتب جماعة كثيرة من من العلماء عاشوا في العصر الذي تلا عصر جابر أمثال ابن النديم والمجريطي والرازي وغيرهم.
ويقول كراوس ان رسائل ومؤلفات جابر تتميّز بوحدة اسلوبية ولغوية وادبية تدل على ترابط عميق ووثيق به وكل رسالة او مؤلف منها تشير الى الاخرى . اما هذا الاسلوب عند جابر فقد فاق ذهن من اتهمه بالتفاوت ونترك تفسير ذلك للاستاذ زكي نجيب محمود بقوله: اذا كان هناك تفاوتاً في اسلوب الرسائل التي تنسب الى جابر فليس التفسير لهذا التفاوت  أن يكون لهذه الرسائل اكثر من مؤلف واحد بل يفسّر هذه الظاهرة نفسها ان يفرض وجود التفاوت بين قدرات الشخص الواحد في اوقات مختلفة ثم يفسرها تفسير ثالث وهو ان يكون المؤلف احياناً صاحب ظاهر وباطن وهو امر مألوف في المؤلفين القدامى.
ويقول الطغرائي في كتابه مفاتيح الرحمة عن جابر: انه قد يعقد الحديث في ظاهر الامر على شيء ما لكن يجعل باطن الحديث منصرفاً الى علم الكيمياء حتى لا يفطن الى هذا العلم الكيميائي عنده إلاّ من يريد لهم هو ان يفهمون ويقول الجلدكي في نهاية الطب مفسراً في تلخيص جابر بعض الاشياء في كتبه وتبسيطها في اخرى: ان من عادة كل حكيم أن يفرّق العلم كله في كتبه كلها ويجعل له من بعض كتبه خواص يشير اليها بالتقدمة على بقية الكتب لما اختصوا به من زيادة العلم كما خص جابر من جميع كتبه كتابه المسمى بالخمسمائة.
 ونختم هذه الاقوال والموضوع بقول المجريطي كما ينقله السيد الامين في الاعيان في حديثه عن جابر بن حيان: بالرغم من تفاوت المدة بيننا إلاّ اني لم أشعر به تلميذاً بل كان عالماً مفكراً مخترعاً يلجأ اليه الكثير من العلماء والمفكرون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن محمود

عبدالرحمن محمود


عدد المساهمات : 107
نقاط : 18063
تاريخ التسجيل : 28/09/2012
العمر : 37

جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة   جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2013 2:58 pm

الباحث والدارس عن هذا الرجل الفذ فيكتب التاريخ والسير والأعلام يخرج بحقيقة لا غبار عليها رغم الأقوال المتعارضة عن حياته ونشأته وهي انه إمام العلوم الطبيعية عند العرب بلا منازع... تلك حقيقة لا جدال فيها أوضحتها كتبه وآراؤه التي استقاها من سيده جعفر بن محمد الصادق (ع)، وتجد تأثره بهذه الشخصية العظيمة واضحاً في كل كتبه فهو يشعر بفضل سيده عليه وانه لولاه لما استطاع أن يكتب حرفاً واحداً مما كتبه.
فتجد هذه الكلمات تتصدر كتبه ورسائله: (قال لي سيدي جعفر بن محمد الصادق (ع)... وألقى عليّ سيدي جعفر بن محمد (ع)... وأخذت هذا العلم من جعفر بن محمد سيد أهل زمانه).
ويصرّح أيضاً في اكثر من موضع بأن مصدر علمه هو النبي (ص) وعلي بن أبي طالب (ع) والذي تناقل عنهما حتى وصل الى الامام جعفر بن محمد الصادق، فيقول في المقالة الحادية والعشرين من كتاب (الخواص الكبير) ص (315): [تأخذ من كتبي علم النبيّ (ص) والإمام علي(ع) وسيدي- أي جعفر الصادق – وما بينهم من الاولاد منقولاً نقلاً مما كان وهو كائن وما يكون من بعد الى ان تقوم الساعة].
ويقول في المقالة الرابعة والعشرين من نفس الكتاب ص(317) [فو الله مالي في هذه الكتب إلا تأليفها والباقي علم النبي (ص)].
ويؤكد جابر من خلال أقواله التي تتخلل كتبه ان هذا العلم تلقيني لقّنه اياه سيده جعفر الصادق(ع) وليس بإستطاعت أي انسان آخر أن يلقنه مثله يقول جابر في اكثر رسائله العلمية: [انها مستحيلة على غيره من البشر]، وانه لولا ان الإمام الصادق (ع) لقنّه اياه او علّمه لما استطاع جابر ان يكتب حرفاً واحداً مما كتب.
فيقول في كتاب الاحجار (ج2/ص164): [وحق سيدي لولا ان هذه الكتب بإسم سيدي- صلوات الله عليه- لما وصلت الى حرف من ذلك آخر الأبد لا انت ولا غيرك إلا فيك لبرهةٍ عظيمة من الزمان].
ويقصد من ذلك وجود واحد من أئمة أهل البيت (ع) الذين يتناقلون علم رسول الله (ص) ويقول أيضاً: [ليس على وجه الأرض كتاب مثل كتابنا هذا ولا ألّف ولا يؤلف آخر للأبد].
وتجد الكثير من امثال هذه الاقوال فيكتب هو رسائله والتي تشير الى ان مصدر علمه هو الإمام الصادق (ع) والذي بدوره تلقى العلوم عن آبائه الطاهرين عن النبي (ص) مدينة العلم وعن وصيه أمير المؤمنين باب مدينة العلم والذي يقول: [علّمني رسول الله ألف باب من العلم فتح لي من كل باب ألف باب].
هذا هو منهج جابر الاخلاقي في الاعتراف بفضل سيده جعفر بن محمد (ع). كان جابر بن حيان أول من أسس مدرسة للكيمياء في الإسلام اعتمدت عليها الدول الاوربية في نهضتها العلمية فترجمت كتبه ورسائله الى اللغة اللاتينية عام (1662)م.
واخذت عنه ابتكاراته واكتشافاته وتعلمت منها الكثير خاصة كتابه(الاستتمام) لأهميته البالغة، فلم تكن تعرف جامعاتها مراجع تدرس في علم الكيمياء حتى القرن الخامس عشر سوى كتب جابر بن حيان.
اختلفت المصادر والروايات في ولادة جابر ونشأته كثيراً وتعددت الاقوال المتضاربة حول دراسته الى الحد الذي جعل بعضهم ينفي أن تكون شخصية جابر شخصية حقيقية وهذه النبرة الذاتية ليست جديدة على الكثير من الكتّاب الذين تتحكم أهواؤهم ومزاجهم الشخصي في إطلاق الاحكام حول الشخصيات التاريخية.
وكأن عقولهم تأبى أن تلد الانسانية نوابغ عظماء أمثال جابر بن حيان، فأنكروا وجود هوميروس وامرؤ القيس وغيرهما حتى وصل الامر الى شكسبير.
واما الذي لم يجرؤ على انكار شخصيته فقد راح يقلل من مستوى جابر العلمي الذي فاق ذهنه فقال: [انه حتى إن كان شخصية حقيقية تاريخية فهو لم يضف هذه الكتب الكثيرة التي قيل انه مصنفها]، واستثنى من قال بذلك كتاب (الرحمة) الذي اعترف الكل بأنه له.
اما عن مؤلفاته الاخرى فقالوا (فقد صنفها غيره ثم نحلوه اياها) ولينظر القاريء وليعجب كيف تلعب الاهواء والعصبية في العقول فلنترك الرد عليهم الى ابن النديم في كتابه (الفهرست)، والذي نقل فيه هذه الآراء ورد عليها فالمقررات والحقائق التاريخية كانت اكبر من اهوائهم فيقول ابن النديم في فهرسه ص(499) في الرد على من أنكر وجود جابر بن حيان: [ان رجلاً فاضلاً يجلس ويتعب فيصنف كتاباً يحتوي على ألفي ورقة يتعب قريحته وفكره بإخراجه ويتعب بدنه وجسمه بنسخه ثم ينحله لغيره – اما موجوداً او معدوماً- ضرب من الجهل وان ذلك لا يستمر على أحد ولا يدخل تحته من تحلّى ساعة واحدة بالعلم وأي فائدة من هذا؟ وأي عائدة؟].
وكان هذا رد (كاراديفو) على من أنكر وجود جابر فقال كما في دائرة المعارف الإسلامية مادة (جبر بن حيان): ((انها رواية نرفضها بغير تردد))، وإضافة الى هذين الردين فهناك حقائق تاريخية تؤكد ان جابر عاش في القرن الثاني للهجرة، فقد نقل الحسين بن بسطام بن سابور الزيات واخوه ابو عتاب عبد الله بن بسطام عنه جابر ورويا عنه في كتابهما (طب الأئمة) وهما من معاصري الكليني صاحب كتاب الكافي كما ذكره الفيلسوف الرازي فقال: [استاذنا ابو موسى جابر بن حيان].
كما شرح كتب جابر بن حيان ممن جاء بعده بفترة قليلة كل من ابو جعفر محمد بن علي الثلمغاني وابو قران من اهل نصيبين، وذكر ابو حيان التوحيدي جابراً عند كلامه عن ابن مسكويه فقال: [كان مشغولاً ومنهمكاً بطلب الكيمياء مع ابي الطيب الكيميائي الرازي ومفتوناً بكتب ابي زكريا الرازي وجابر بن حيان].
ووصف (المجريطي) في كتابه (غاية الحكيم) كتاب (الجامع) لجابر بن حيان فقال: [يحتوي على ألف باب ونيف ذكر فيه اعمالاً عجيبة لم يسبقه اليها احد]، كل هذه الحقائق والمدوّنات التاريخية تؤكد وجود جابر وعبقريته وهي كافية لانصياع كل من انكر وجود جابر.
واما من استكثر على جابر مؤلفاته الكثيرة في الطب والفلسفة والكيمياء والمنطق والرياضيات فأفضل رد عليه هو رد ابن النديم الذي ذكرناه.
لقد ابتليت الامة الاسلامية بأمثال هؤلاء الذين سخّروا اقلامهم لأهوائهم ونزعاتهم الشخصية. وهناك طائفة اخرى حاولت بكل الوسائل تزييف الحقائق التاريخية برسم صورة مغايرة لما هو عليه جابر كأنهم يريدون جابراً حسب اهواءهم، والهدف من ذلك واضح إذ لا يسعهم تحمل أن جابراً شيعياً وانه تلميذ سادس أئمة أهل البيت أصل العلوم واساسها والذين أشاد الرسول بأتباعهم بعده، فراحوا يحاولون فصل التلميذ عن استاذه الحقيقي وابداله بإسم آخر.
فقالوا: (انه جعفر الذي يردده جابر كثيراً في كتبه بإضفاء لقب سيدي عليه هو جعفر بن يحيى البرمكي)، رغم تصريح جابر بأن استاذه وسيده هو جعفر بن محمد الصادق(ع)، ولأن جابر يكرر هذا القول كثيراً في كتبه كما قلنا فيقول في بعض الاحيان: [قال لي جعفر... وألقى إليّ جعفر]، للاختصار بترك ذكر اسم والد الامام الصادق فحاول البعض التصيد بالماء العكر وزعم ان جابراً يقصد جعفر البرمكي على الرغم من ان جابراً لم يقصد لقب البرمكي، فان الدلائل تنفي هذا القول من اساسه، لأن السياق في حديث جابر يسوغ له ان يذكر الاسم فقط بعد ترديده لإسم الامام الصادق كاملاً في بداية حديثه، جابر يسوغ له ان يعدل الى غيره بذكر اسمه فقط للاشارة الى المدلول وكذلك النعت الذي ينعت به سيده يجعل من المستحيل ان يكون شخص آخر سوى سيده الصادق هو المقصود إذ ان جابر كثيراً ما كان يقول: [سيدي جعفر بن محمد - صلوات الله عليه - و -عليه السلام - ]، ولا نجد من كان يطلق هذه الصلوات والتسليم على جعفر البرمكي لا من الشيعة ولا من السنّة.
وهذه الحقيقة اكدها الاستاذ المرحوم زكي نجيب محمود في كتابه (جابر بن حيان/ ص18)، عندما ينقل هذه الرواية عن جابر فيقول: (وفي مقدمة كتاب الحاصل لجابر يقول – أي جابر- : وقد سميّته كتاب الحاصل وذلك ان سيدي جعفر بن محمد – صلوت الله عليه – قال لي: فما الحاصل إلا ان بعد هذه الكتب – أي الكتب التي ألّفها جابر - وما المنفعة منها؟ فعملت كتابي هذا وسماه سيدي – صلوات الله عليه – بكتاب الحاصل...)، ثم يقول زكي نجيب محمود بعد ذكره هذه الرواية: (وواضح ان هذا التوقير كله لا يكون موجهاً الى برمكي... وإنما يوجه مثل هذا التوقير من شيعي الى إمامه).
ويقول في نفس الكتاب/ص17: (القول الراجح الصدق انه إنما عنى به جعفر الصادق ونقول انه مرجّح الصدق لأن جابراً شيعي فلا غرابة أن يعترف بالسيادة لإمام شيعي هذا الى وفرة المصادر التي لا تتردد في ان جعفراً المشار اليه في حياة جابر ونشأته هو جعفر الصادق).
وكذلك قال حاجي خليفة في كتاب (كشف الظنون) ص343 حينما يذكر جابراً مصحوباً بعبارة (تلميذ جعفر الصادق)، وجاء فريق ثالث ليهب لفظة (سيدي) التي كان يرددها جابر في كتبه ورسائله الى خالد بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان، ولكن سرعان ما تتهاواى هذه المزعمة بعد ان تصطدم بحقيقة ان وفاة خالد سبقت ولادة جابر بن حيان.
اذن لا مناص من الاعتراف بأن استاذ جابر وسيده وملقنه هو الامام جعفر بن محمد الصادق سادس أئمة أهل البيت الطاهرين.
هذه الحقائق الباهرة والادلة الساطعة التي عمي عنها البعض او تعامى كانت غصصاً في افواههم بعد ان عجزوا أن ينكروها فجاءوا من زاوية اخرى، فقصة جابر لن تنتهي مع هؤلاء، فجابر بن حيان اكبر عالم كيمياء عرفه العرب عبر تاريخهم وهو تلميذ الامام الصادق وهو شيعي كل هذه الحقائق تحملوها على مضض اذن فليكن جابر شيعياً ولكن ليس اثنا عشرياً بل اسماعيلياً.
هذا ما دوّنوه معتمدين على ادلة واهية أوهن من خيوط العنكبوت لا تستند الى الحقيقة بشيء وقد دحضت الحقائق العلمية أدلتهم الواهية فمن هذه الاراجيف قولهم: (ان فكرة العدد وخاصة السبعة تؤكد العلاقة بين جابر والاسماعيلية فمباديء الاسماعيلية سبعة والائمة سبعة والاقاليم سبعة بالإضافة الى الشرع الذي ينص على وجود سبع سماوات وسبعة أرضين وتمسكوا بقول جابر في كتاب (الانتقال من القوة الى الفعل): [ان شكل المسبّع هو شكل النار].
كما عمدوا الى نظريات جابر الكيميائية وربطوها بالتفكير الاسماعيلي فخواص الاشياء بالنسبة للكيميائي تنقسم الى ظاهرة هو العلم وباطنية هو الميزان والاسماعيليون لا يكتفون بالتفسيرات الظاهرية بل يغوصون الى الباطن ولذا سمّوها بالباطنية واعتمدوا كذلك في ادلتهم بعلاقة جابر بالاسماعيلية على اعطاء جابر التفسيرات الدينية في علاقة الاشياء بعضها ببعض واطلاق ألفاظ كيميائية عليها مثل اطلاق كلمة الاكسير وحجر الحكماء على الامام وتقسيم العوالم الى ثلاثة اقسام الصغير الانسان والكبير وعالم الامام الذي هو عالم الاكسير ليدل على الروابط الازلية بين العناصر الاربع وعقدوا مقارنة مغلوطة بين هذه المفاهيم لدى جابر مع التغيرات في بعض كتب الاسماعيلية مثل كتاب احمد بن حميد الدين الكرماني الاسماعيلي المعاصر للخليفة الفاطمي الحاكم بالله ونترك بدورنا الرد على هذه الادعاءات للاستاذ رؤوف سبهاني في كتابه (مشاهير فلاسفة المسلمين) ص312، فيقول بعد ان يستعرض هذه الادعاءات الواهية بالتفصيل: (وبالعودة الى محاولة ربط رسائل جابر بالاسماعيليين فهي محاولة فاشلة كسابقتها ليس لها ما يبررها خاصة بعد ورود اكثر التعابير في القرآن الكريم مثل التأويل والسبعة والباطن وغيرها فإذا نسبنا الاعداد وبخاصة السبعة والباطن الى الاسماعيلية لزم على هذا ان يكون القرآن الكريم إسماعيلياً وخاصة انه يوجه نحو الباطن ولزم أن تكون الحركات الصوفية في المشرق والمغرب اسماعيلية أيضاً).
ثم يقول في نفس الكتاب مفنداً رأي من يقول ان جابر غير شيعي: (ان جابر بن حيان هو بلا شك احد أهم فلاسفة الشيعة حيث سيطرت على كتبه ورسائله روح التشيّع كما وبرزت فيها الروح الجعفرية بأوسع حدودها).
وهناك حقيقة قاطعة تدحض رأي كل من قال ان جابر اسماعيلي وهي ان الاسماعيلية لم تبرز الى الوجود إلا من خلال داعيتها عبد الله بن ميمون عام (874) م، أي بعد موت اسماعيل بن الامام الصادق والامام الصاق وجابر بن حيان، إذن فلا اساس لهذه الدعوى ولا صحة فجابر كان شيعياً، واكدت المصادر المعتبرة على ذلك قديماً وحديثاً وقد اثبت صحة تشيّع جابر السيد طاووس في كتابه (فرج الهموم) عند حديثه عن أعلام الشيعة فقال: (وجابر بن حيان منهم صاحب الصادق).
ويعزز هذا الرأي ابن النديم بقوله في فهرسه: (لهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة)، اما ابرز العلماء الذين ترجموا لجابر واكدوا تشيعه فهم: السيد الامين في كتابه (اعيان الشيعة) حيث عدّه من كبار رجالات الشيعة، والشيخ اغابزرك الطهراني في (الذريعة)، والسيد محمد علي هبة الدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جابر بن حيّان... ملهم الكيمياء القديمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ***الكيمياء***

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأواب الاجتماعية الثقافية العامة :: منتدي الشخصيات العامة والمشاهير-
انتقل الى: