الأخلاق الحميدة
يقول الرَّسول الكريم – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن نفسه:” إنَّما بُعِثْتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ ” (رواه التِّرمذيُّ). قال تعالى:” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ” [الأحزاب: 21]
مكارم الأخلاق كثيرة جداً وما يهمني هو الحديث بمجملها لتجسيد واقعها وحالها واستخدامها في حياتنا ووجوب وجودها لتطهير الأرض من الشوائب وعدم الخضوع لارتكاب المفاسد الأخلاقية التي تذهب في كل مكارم الأخلاق التي لدينا والتي أكسبناها من ديننا أولا ومن أنبياءنا ثانياً ومن إباءنا الأولين , إنما الأخلاق الكريمة هي سلاح وحاجز متين يتحصن به المرء في حياته للاحتفاظ على مكارم الأخلاق وحفظ ماء وجهه , وبطبيعة الحال الإسلام يحث المرء بالتحلي بالأخلاق لأنها عامل أساسي لحياة الإنسان ومهمة جداً لتوازن حياته في ما يدور من حوله من جنسه فانعدام الأخلاق تنعدم الأنفس الطاهرة وتنتشر الأنفس الشريرة …
قال أحمد شوقي .
وإِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ فَـإِنْ هُمُذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا
إنما يقصد أخلاق الأمم بأكملها حينما تنعدم الأخلاق فمصيرهم الزوال وانعدام الشفافية المطلقة بينهم فلا يوجد أتفاق أبدا فلا يوجد احترام ولا تقدير للجهود المبذولة , فينعدم الإصلاح , هذا كلهُ مربوط في الأخلاق الحميدة , عندما تنعدم أخلاقك فتأكد أنك لا مُقصر في شيء , فحتى لو كنت مسلماً , فالدين أيضا مربوط في الأخلاق , فكيف بإسلام بدون أخلاق نبيلة وأخلاق حسنه ففكر بها جيداً فالإسلام بحد ذاته يدعو لمكارم الأخلاق والاهتمام بها , وهو شرط أساسي يكمُل به , أذهب وتصفح وشاهد أخلاق النبي صلى الله علية وسلم سوف تجد العجب العُجاب في قمة الأخلاق والتواضع ..
فهذه بحد ذاتها رسالة يوصلها للكل في التحلي بالأخلاق الكريمة وليس محمداً صلى الله علية وسلم وحدهُ من يتحلى بهذا , ولكن جميع الأنبياء من سبقوه يتحلون بهذه الأخلاق فهذه رسالة كاملة لكافة شعوب العالم , وشاهد مدى تأثر أصحاب الرسول صلى الله علية وسلم في أخلاقه ويحاولون أن يتحلوا بما تحلى به من تواضع وأخلاق حميدة ,أعلم جيداً أن هناك من سوف يقول من الصعب جداً أن نكون كمثلهم في صفاتهم وفي تعاملهم ,فانا لم اقل لك كن أفضل منهم , ولكن حاول بقدر المستطاع أن تغير من أخلاقك لأحسن حال فسوف تشعُر بروحانية وسعادة كبيرة جداً لأنك تتحلى بأمر غاية في الأهمية وسوف تكون لك قيمة وشأن عظيم وكلمة مسموعة واحترام بالغ من الجميع إلا تريد أن تكون هكذا …
ما يحزنني حقاً ما أشاهده في أرض الواقع وما يدور في عالم الإنترنت حقيقة شعور محبط للغاية وثقافة متجهه للأسفل بدلاً من الأعلى وكل هذا هو أنعدم الأخلاق للشخص سأذكر لك ماذا وجدت ..
للأسف الشديد الكثير والكثير منا لا يعجبه هكذا حال في المواقع وفي بعض الردود هداهم الله وأصلح حالهم , كونهم يتجهون لأسلوب السب والشتم ,والتهمة , وانعدام أخلاقيات الرد وأسس الحديث والتخاطب , والرد المثمر وانعدام الثقافة العقلية في حسن التصرف ووضع الكلام في مكانه الصحيح وأكثر ما يحزنني أنه عندما تشاهد هكذا عينات فبشكل تلقائي لن تضع اللوم عليه ولكن سوف تضع اللوم على أهله , وتربيته وهذه مشكلة كبيرة جداً فالناس تحكم على الظاهر ولا تعلم ما الباطن إذن !! لماذا وصل بنا الحال إلى هذا لماذا لا نراعي شعور غيرنا ونراعي ما نكتب لماذا نجعل لمن يريد الاستخفاف في عقولنا إن يجد ممر يمر من خلاله للضحك علينا وفي انعدام أخلاقُنا وانحطاط تفكيرُنا هل يعجبكم هكذا حال ..
أخي القارئ دع عقلك يفكر ولو للحظة عندما تكتب في إحدى الأماكن أو تكون في أحدى الأماكن في أي مكان ولو حتى دولة ليست بمسلمة فتخيل انك تكتب كلاماً بذيئاً وكلام خادش للحياة وكلام لا ينم عن أية أخلاق إنسانية أو أعمال إنسانية , فهناك من هو مقبل على الإسلام وشاهد ما كتبت , أو شاهد ما فعلت ماذا ستكون ردة فعله ” سوف يقول حاشا ما هذا بأخلاق مُسلم فهل هذا ما يدعو له الإسلام”
إلا ترى معي إن كلامه منطقي في هذا الخصوص ألا ترى معي انك أنت كمسلم قدوة له في دخوله الإسلام ألا ترى معي قد تكون في هذا التصرف المشين قد تمنعه من الدخول للإسلام أو قد يستخدمها حجة على أخلاق المُسلمين , أن كان عدواً للإسلام قد تعتقد أن هذا الأمر بسيط لا يستحق أن نسلط الضوء علية ولكن أقولها لك ليس أمراً يسيراً هذا العمل فهذه ثغرة من صنيع أعمالُنا , التي يتسلل بها أعداء الإسلام بتشويه سمعته الإسلام فهل تكاتفنا في سد هذه الثغرة بأنفسنا أولاً ونكون قدوة لمن يتبعُنا في زرع الأخلاق الحميدة ,,
نصيحة مُحب
أخي في الله , يا من انعدمت أخلاقك في كل شيء حاول إصلاح مستقبلك في ردودك وأخلاقك فالذي فات أنتهي فجعل من نفسك شخصاً ذو خُلق حسن , وجعل من نفسك مضرباً للمثل في كل من يشاهد ما تكتب فجعل كل من يرى أعمالك يدعو لك بالخير والصلاح فو الله أن الدُنيا زائلة فلن ينفعك غير عملك الصالح ولسانك, ويدك التي تكتب بها سوف تُحاسب على كُل ما تكتُب وكُل ما تنطق به وكُل عملاً تعمل به فراعي الله في كل شيء واسعى لنصح كُل من يتبع ذلك الأسلوب ,