عبدالرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفي الرازي، أبو الحسين، من أهل الرَّي، عاصَر عضد الدولة الذي أدرك فضلَه، وأولاه برعاية عظيمة، وكان يقول عنه: (إنه معلِّمه في الكواكب الثابتة وأماكنها)، ويقول القفطي عنه: (إنه الفاضلُ الكامل النَّبيه النبيل).
نبغ الصوفي بالفَلك، وأدت الدراسة الحديثة في تاريخ علم الفلك إلى اعتبار منزلةِ الصوفي تقع ما بين بطليموس وأرغلندر Argelander (ت 1292هـ/ 1875م)، إلى اعتبار الصوفي ثالث ثلاثة من العظماء الذين كتبوا في الكواكب الثابتة، وكان H.C.F.C.Schjellerup ممن أبرز منزلةَ الصوفي الرفيعة.
من آثاره كتاب:
"الكواكب الثابتة" الذي بناه على كتاب "المجسطي" لبطليموس، ولم يكتفِ الصوفيُّ بمتابعته، بل رصد النجوم كلها، نجمًا نجمًا، وعيَّن أماكنَها وأقدارها بدقةٍ تثير الإعجاب، ولقد اعترف له بدقةِ وصفِه لنجوم السماء، مما ساعد على فهم التطورات التي تطرأ على النجوم.
ويُعَد كتابه هذا أحدَ الكتب الرئيسية الثلاثة التي اشتهرت في علم الفَلك عند المسلمين، أما الكتابان الآخران، فأحدهما لابن يونس المصري (398هـ/ 1007م)، والآخر لأولغ بك (ت 841هـ/ 1437م).
يمتاز كتاب "الكواكب الثابتة" برسومه الملونة للأبراج، وبقية الصور السماوية، وقد مثَّلها على هيئة الأناسي والحيوانات، وذكر أسماءها العربية، التي لا يزال بعضُها مستعملاً حتى الوقت الحاضر، مثل: الدُّب الأكبر، والدب الأصغر، والحوت، والعقرب.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/library/0/46278/#ixzz537mZDLrw